ابن مالك بن هوازن بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد الشنفرى - وهو أحد بني ربيعة بن الحجر بن عمران بن عمرو بن حارثة بن ثعلبة بن امرىء القيس بن مازن بن الأزد - وهو غلام فجعله الذي سباه في بهمة يرعاها مع ابنة له فلما خلا بها الشنفرى أهوى ليقبلها فصكت وجهه ثم سعت إلى أبيها فأخبرته فخرج إليه ليقتله فوجده وهو يقول .
( ألاَ هل أَتى فِتيانَ قومي جَماعةً ... بما لطمت كفُّ الفتاة هجينَها ) .
( ولو علمت تلك الفتاةُ مَناسبي ... ونِسبتُها ظلَّت تقَاصَرُ دونها ) .
( أليس أبي خيرَ الأَواسِ وغيرِها ... وأُمِّي ابنةُ الخَيْرِينَ لو تَعلمينها ) .
( إذا ما أَرُومُ الودَّ بيني وبينها ... يؤمُّ بياضُ الوجه منّي يمينَها ) .
قال فلما سمع قوله سأله ممن هو فقال أنا الشنفرى أخو بني الحارث بن ربيعة وكان من أقبح الناس وجها فقال له لولا أني أخاف أن يقتلني بنو سلامان لأنكحتك ابنتي فقال علي إن قتلوك أن أقتل بك مائة رجل منهم فأنكحه ابنته وخلى سبيله فسار بها إلى قومه فشدت بنو سلامان خلافه على الرجل فقتلوه فلما بلغه ذلك سكت ولم يظهر جزعا عليه وطفق يصنع النبل ويجعل أفواقها من القرون والعظام ثم إن امرأته بنت السلاماني قالت له ذات يوم لقد خست بميثاق أبي عليك فقال .
( كأَن قَدْ - فلا يغْرُرْكِ مني تمَكُّثِي ... سلكتُ طريقاً بين يَرْبَغ فالسَّردِ )