( تأبَّطَ سَوْأَةً وحملتَ شَرّاً ... لعلك أن تكون من المُصاب ) .
ثم إن السمع بن جابر أخا تأبط شرا خرج في صعاليك من قومه يريد الغارة على بني عتير ليثأر بأخيه عمرو بن جابر حتى إذا كان ببلاد هذيل لقي راعيا لهم فسأله عنهم فأخبره بأهل بيت من عتير كثير مالهم فبيتهم فلم يفلت منهم مخبر واستاقوا أموالهم فقال في ذلك السمع بن جابر .
( بأعلى ذي جماجم اهلُ دارٍ ... إذا ظَعنَت عشيرتُهم أقاموا ) .
( طرقْتُهمُ بفتيانٍ كِرامٍ ... مَساعِيرٍ إذا حَمِي المُقامُ ) .
( متى ما أدعُ من فَهْم تُجِبْني ... وعدوان الحماة لهم نظامُ ) .
أصابته في غارته على الأزد .
ذكروا أن تأبط شرا خرج ومعه مرة بن خليف يريدان الغارة على الأزد وقد جعلا الهداية بينهما فلما كانت هداية مرة نعس فجار عن الطريق ومضيا حتى وقعا بين جبال ليس فيها جبل متقارب وإذا فيها مياه يصيح الطير عليها وإذا البيض والفراخ بظهور الأكم فقال تأبط شرا هلكنا واللات يا مرة ما وطيء هذا المكان إنس قبلنا ولو وطئته إنس ما باضت الطير بالأرض فاختر أية هاتين القنتين شئت وهما أطول شيء يريان من الجبال فأصعد إحداهما وتصعد أنت الأخرى فإن رأيت الحياة فألح بالثوب وإن رأيت الموت فألح بالسيف فإني فاعل مثل ذلك فأقاما يومين ثم إن تأبط شرا ألاح بالثوب وانحدرا حتى التقيا في سفح الجبل فقال مرة ما رأيت يا ثابت قال دخانا أو جرادا قال مرة