( عن أيّ ثغرٍ تبتسِمْ ... وبأيّ طرْفٍ تحتكِمْ ) .
قال أبو العنبس وقد غمزه المتوكل أن يولع به .
( في أَيّ سَلْحٍ ترْتَطِمْ ... وبأيّ كَفٍّ تَلْتَقِمْ ) .
( أدخلتَ رأسَكَ في الرّحِم ... وعلمتَ أنك تَنْهَزِمْ ) .
فقال نصف البيت الثاني فلما سمع البحتري قوله ولى مغضبا فجعل أبو العنبس يصيح به .
( وعلمتَ أنك تنهزم ... ) .
فضحك المتوكل من ذلك حتى غلب وأمر لأبي العنبس بالصلة التي أعدت للبحتري .
قال أحمد بن زياد فحدثني أبي قال .
جاءني البحتري فقال لي يا أبا خالد أنت عشيرتي وابن عمي وصديقي وقد رأيت ما جرى علي أفتأذن لي أن أخرج إلى منبج بغير إذن فقد ضاع العلم وهلك الأدب فقلت لا تفعل من هذا شيئا فإن الملوك تمزح بأعظم مما جرى ومضيت معه إلى الفتح فشكا إليه ذلك فقال له نحوا من قولي ووصله وخلع عليه فسكن إلى ذلك .
الصيمري يصر على هجائه بعد موت المتوكل .
حدثني جحظة عن علي بن يحيى المنجم قال .
لما قتل المتوكل قال أبو العنبس الصيمري