( وبباب دَارِك حانَةٌ ... في بَيْتِه يُؤْتَى الحَكَمْ ) .
قال فغضب وخرج يعدو وجعلت أصيح به .
( أدخلت رأسك في الرَّحِمْ ... وعلمتَ أنَّكَ تَنْهَزِمْ ) .
والمتوكل يضحك ويصفق حتى غاب عن عينه .
هكذا حدثني جحظة عن أبي العنبس .
ووجدت هذه الحكاية بعينها بخط الشاهيني حكاية عن أبي العنبس فرأيتها قريبة اللفظ موافقة المعنى لما ذكره جحظة والذي يتعارفه الناس أن أبا العنبس قال هذه الأبيات ارتجالا وكان واقفا خلف البحتري فلما ابتدأ وأنشد قصيدته .
( عن أيّ ثغرٍ تبتسِمْ ... وبأيّ طرْفٍ تحتكِمْ ) .
صاح به أبو العنبس من خلفه .
( في أَيّ سَلْح ترتَطِمْ ... وبأيّ كَفٍّ تَلْتَقِمْ ) .
( أدخلتَ رأسَكَ في الرّحِم ... وعلمتَ أنك تنهزِمْ ) .
فغضب البحتري وخرج فضحك المتوكل حتى أكثر وأمر لأبي العنبس بعشرة آلاف درهم والله أعلم .
وأخبرني بهذا الخبر محمد بن يحيى الصولي وحدثني عبد الله بن أحمد بن حمدون عن أبيه قال وحدثني يحيى بن علي عن أبيه .
أن البحتري أنشد المتوكل وأبو العنبس الصيمري حاضر قصيدته .
( عن أيّ ثغرٍ تبتسِمْ ... وبأيّ طرْفٍ تحتكِمْ ) .
إلى آخرها وكان إذا أنشد يختال ويعجب بما يأتي به فإذا فرغ من القصيدة رد البيت الأول فلما رده بعد فراغه منها وقال