( قد كان في الواجب المُحقَّق أن ... تعرف ما في ضميرها النّطفِ ) .
( بما تَعاطَيتَ في العيوب وما ... أُوتِيت من حكمة ومن لَطَفِ ) .
( أمَا رأيت المرّيخَ قد مازج الزّهرة ... في الجدّ منه والشّرَفِ ) .
( وأخبرتك النّحوسُ أنكما ... في حالتي ثابت ومُنْصَرَف ) .
( من أين أعملت ذا وأنت على ... التَّقْويم والزِّيج جِدّ مُنْعكفِ ) .
( أما زجرتَ الطّير العلا أو تَعَيَّفْت ... المها أَو نظرت في الكَتِفِ ) .
( رذُلت في هذه الصناعةِ أو ... أكديتَ أو رمتَها على الخَرَفِ ) .
( لم تَخْطُ باب الدّهليز منصرِفاً ... إلا وخَلخالُها مع الشَّنَفِ ) .
وهي طويلة ولم يكن مذهبي ذكرها إلا للإخبار عن مذهبه في هذا الجنس وقصيدته في يعقوب بن الفرج النصراني فإنها وإن لم تكن في أسلوب هذه وطريقتها تجري مجرى التهكم باللفظ الطيب الخبيث المعاني وهي .
( تظنّ شُجُونِيَ لم تَعْتَلِجْ ... وقد خلج البَيْنُ من قد خَلَجْ ) .
وكان البحتري يتشبه بأبي تمام في شعره ويحذو مذهبه وينحو نحوه في البديع الذي كان أبو تمام يستعمله ويراه صاحبا وإماما ويقدمه على نفسه ويقول في الفرق بينه وبينه قول مصنف إن جيد أبي تمام خير من جيده ووسطه ورديئه خير من وسط أبي تمام ورديئه وكذا حكم هو على نفسه