وأخشى أن يعود عليك من هذا شيء في نفسك أو معاشك لا فائدة لك ولي فيه قال فعلمت أنه قد نصحني وأشفق علي فأحرقته .
أخبرني بذلك علي بن سليمان الأخفش عن أبي الغوث .
وهذا كما قال أبو الغوث لا فائدة لك ولا لي فيه لأن الذي وجدناه وبقي في أيدي الناس من هجائه أكثره ساقط مثل قوله في ابن شير زاد .
( نفقْتَ نُفُوق الحمار الذَّكَرْ ... وبان ضُراطُك عنا فمُرْ ) .
ومثل قوله في علي بن الجهم .
( ولو أعطاك ربُّك ما تمَنَّى ... لزادك منه في غِلَظ الأيور ) .
( عَلامَ طَفِقْت تهجوني مليًّا ... بما لفَقِّت من كذبٍ وزُورِ ) .
وأشباه لهذه الأبيات ومثلها لا يشاكل طبعه ولا تليق بمذهبه وتنبىء بركاكتها وغثاثة ألفاظها عن قلة حظه في الهجاء وما يعرف له هجاء جيد إلا قصيدتان إحداهما قوله في ابن أبي قماش .
( مرّت على عَزْمِها ولم تقفِ ... مُبديةً للشِّنان والشَّنَفِ ) .
يقول فيها لابن أبي قماش