قال وكان أبو نخيلة يكثر الأكل فأصابته تخمة فدخل على القعقاع فسأله كيف أصبحت أبا نخيلة فقال أصبحت والله بشماً أمرت خبازك فأتاني بهذاالرقاق الذي كأنه الثياب المبلولة قد غمسه في الشحم غمساً وأتبعه يزيد كرأس النعجة الخرسية وتمر كأنه عنز رابضة إذا أخذت التمرة من موضعها تبعها من الرب كالسلوك الممدودة فأمعنت في ذلك وأعجبني حتى بشمت فهل من أقداح جياد وبين يدي القعقاع حجام واقف وسفرة موضوعة فيها المواسي فإذا أتي بشراب النبيذ حلق رؤوسهم ولحاهم .
فقال له القعقاع أتطلب مني النبيذ وأنت ترى ما أصنع بشرابه عليك بالعسل والماء البارد فوثب ثم قال .
( قد علم المظَلّ والمبيت ... أني مِن القعقاع فيما شِيت ) .
( إذا أتتْ مائدة أُتيت ... ببِدَع لست بها غُذيت ) .
( وُلّيتَ فاستشفيتُ واستُعدِيتُ ... كأني كنت الذي ولِّيتُ ) .
( ولو تمنَّيتُ الذي أعطيت ... ما ازددتُ شيئاً فوق ما لقيتُ ) .
( أيا بن بيتٍ دونه البيوت ... أَقصرْ فقد فوق القِرى قُريتُ ) .
( ما بين شرابي عسلٌ منعوت ... ولا فُرات صرد بيّوت ) .
( لكنني في النوم قد أْريت ... رطلَ نبيذ مُخفِس سُقيت ) .
( صلباً إذا جاذبته رويت ... ) .
فغمزه على إسماعيل ابن أخيه وأومأ إلى إسماعيل فأخذ بيده ومضى به إلى منزله فسقاه حتى صلح