قال معبد فجزيت الشيخ خيرا وانصرفت من عنده وأنا والله أحسن الناس حالا بنظرة من الغريض واستماع لغنائه وعلم بحديث جميل وبثينة فيما غنيت أنا به وفيما غنى به الغريض على حق ذلك وصدقه فما رأيت ولا سمعت بزوجين قط احسن من جميل وبثينة ومن الغريض ومني .
نسبة هذه الأصوات التي ذكرت في هذا الخير .
وهي كلها من قصيدة واحدة .
منها .
صوت .
( عَلِقتُ الهوى منها وليداً فلم يزلْ ... إلى اليومِ يَنْمِي حبُّها ويَزِيدُ ) .
( وأفنيتُ عُمْرِي في انتظاري نوالَهَا ... وأفنتْ بذاكَ الدهْرَ وهو جَديدُ ) .
( فلا أنا مردودٌ بما جِئتُ طالباً ... ولا حُبُّها فيما يَبِيدُ يَبِيدُ ) .
( وما أَنسَ مَ الأشياءِ لا أنسَ قولَها ... وقد قَرّبت نِضْوي أمِصرَ ترِيدُ ) .
( ولا قولها لولا العيونُ التي ترى ... لَزُرتُك فاعذِرْني فدتْك جُدُودُ ) .
( إذا قلتُ ما بي يا بُثَيْنَةُ قاتلِي ... من الحبّ قالتْ ثابتٌ ويَزيدُ ) .
( وإن قلتُ رُدِّي بعضَ عقلي اعِشْ به ... تَوَلَّتْ وقالتْ ذاك منكَ بَعِيدُ ) .
عروضه - من الطويل - .
الشعر لجميل بن معمر .
والغناء لمعبد في الأول والثاني والثالث والسادس والسابع .
ولحنه ثقيل أول بالسبابة في مجرى الوسطى عن إسحاق وعمرو بن بانه .
وذكر عمرو والهشامي أن فيه ثقيلا أول آخر للهذلي وأن فيه خفيف ثقيل ينسب إلى معبد وإلى الغريض وإلى إبراهيم أوله وما أنس م الأشياء .
وفي الأربعة الابيات الأول ثاني ثقيل بالبنصر لابن أبي قباحة .
ولإسحاق في الثالث والسادس ثاني ثقيل آخر بالوسطى عن الهشامي .
وأول هذه القصيدة فيه غناء أيضا وهو موصول بأبيات أخر