فقال أبو نخيلة يا بن صفوان كيف ترى داري قال رأيتك سألت فيها إلحافاً وأنفقت ما جمعت إسرافاً .
جعلت إحدى يديك سطحاً وملأت الأخرى سلحاً فقلت من وضع في سطحي وإلا ملأته بسلحي ثم ولى وتركه .
فقيل له ألا تهجوه فقال إذن والله يركب بغلته ويطوف في مجالس البصرة ويصف أبنيتي بما يعيبها .
ما عسى أن يضر الإنسان صفة أبنيته بما يعيبها سنة ثم لا يعيد فيها كلمة .
أبو نخيلة ومسلمة بن عبد الملك .
أخبرني الحسن بن علي الخفاف عن ابن مهرويه عن أبي مسلم المستملي عن الحرمازي عن يحيى بن نجيم قال .
لما انتفى أبو نخيلة من أبيه خرج يطلب الرزق لنفسه فتأدب بالبادية حتى شعر وقال رجزاً كثيراً وقصيداً صالحاً وشهر بهما وسار شعره في البدو والحضر ورواه الناس .
ثم وفد إلى مسلمة بن عبد الملك فرفع منه وأعطاه وشفع له وأوصله إلى الوليد بن عبد الملك فمدحه ولم يزل به حتى أغناه قال يحيى بن نجيم فحدثني أبو نخيلة قال وردت على مسلمة بن عبد الملك فمدحته وقلت له .
( أَمَسْلَم إِني يابنَ كلِّ خليفة ... ويا فارس الهيجا ويا جبل الأرضِ ) .
( شكرتُك إنّ الشكر حبل من التقى ... وما كل من أوليتَه نعمة يَقضي ) .
( وألقيت لما أن أتيتكَ زائراً ... عليّ لحافاً سابغ الطول والعرض ) .
( وأحييت لي ذكرى وما كان خاملاً ... ولكنّ بعض الذكر أنبهُ من بعض )