قال وجاء الجيش فأغاروا على جمعهم قال وكان يقال للسليك سليك المقانب وقد قال في ذلك فرار الأسدي وكان قد وجد قوماً يتحدثون إلى امرأته من بني عمها فعقرها بالسيف فطلبه بنو عمها فهرب ولم يقدروا عليه فقال في ذلك .
( لَزُوار ليلَى منكم آل برثُن ... على الهول أمضى من سُليك المقانب ) .
( يزورونها ولا أزور نساءهم ... ألهفى لأولاد الإماء الحواطب ) .
وقال أبو عبيدة أغار السليك على بني عوار بطن من بني مالك بن ضبيعة فلم يظفر منهم بفائدة وأرادوا مساورته .
فقال شيخ منهم إنه إذا عدا لم يتعلق به فدعوه حتى يرد الماء فإذا شرب وثقل لم يستطع العدو وظفرتم به .
فأمهلوه حتى ورد الماء وشرب ثم بادروه فلما علم أنه مأخوذ خاتلهم وقصد لأدنى بيوتهم حتى ولج على امرأة منهم يقال لها فكيهة فاستجار بها فمنعته وجعلته تحت درعها واخترطت السيف وقامت دونه فكاثروها فكشفت خمارها عن شعرها وصاحت بإخوتها فجاؤوا ودفعوا عنه حتى نجا من القتل فقال السليك في ذلك .
( لعمر أبيك والأنباء تنمي ... لنعم الجار أخت بني عُوارا ) .
( من الخفرات لم تفضح أباها ... ولم ترفع لإخوتها شَنارا ) .
( كأن مجامع الأرداف منها ... نَقاً درَجت عليه الريح هارا ) .
( يعاف وِصال ذاتِ البَذل قلبي ... ويّتبع الممنعَّة النَّوارا )