وائل وكانوا جازوا منحدرين ليغيروا على بني تميم ولا يعلم بهم أحد فقالوا إن علم السليك بنا أنذر قومه فبعثوا إليه فارسين على جوادين فلما هايجاه خرج يمحص كأنه ظبي وطارداه سحابة يومه ثم قالا إذا كان الليل أعيا ثم سقط أو قصر عن العدو فنأخذه .
فلما أصبحنا وجدا أثره قد عثر بأصل شجرة فنزعها فندرت قوسه فانحطمت فوجدا قصدة منها قد ارتزت بالأرض فقالا ما له أخزاه الله ما أشده وهما بالرجوع ثم قالا لعل هذا كان من أول الليل ثم فتر فتبعاه فإذا أثره متفاج قد بال فرغا في الأرض وخذها فقالا ما له قاتله الله ما أشد متنه والله لا نتبعه أبداً فانصرفا .
ونمى إلى قومه وأنذرهم فكذبوه لبعد الغاية فأنشأ يقول .
( يكذّبني العَمْران عمرَو بن جندب ... وعمرو بن سعد والمكِّذب أكذب ) .
( لعمرُك ما ساعيتُ من سعي عاجز ... ولا أنا بالواني ففيم أكذِّب ) .
( ثكلتكما إن لم أكن قد رأيتها ... كراديس يهديها إلى الحي موكِب ) .
( كراديس فيها الحَوْفَزان وقومه ... فوارس همَّام متى يَدْعُ يركبوا ) .
يعني الحوفزان بن شريك الشيباني .
( تفاقدتمُ هل أنكرنّ مغيرة ... مع الصبح يهدين أشقر مغرب ) .
تفاقدتم يدعو عليهم بالتفاقد