عبيد الله بن زياد وكان أبا عذرها فلما قتل وكانت معه لبست قباء وتقلدت سيفاً وركبت فرساً لعبيد الله كان يقال لها الكامل وخرجت حتى دخلت الكوفة ليس معها دليل ثم كانت بعد ذلك أشد خلق الله جزعاً عليه ولقد قالت يوماً إني لأشتاق إلى القيامة لأرى وجه عبيد الله بن زياد .
فلما قدم بشر بن مروان الكوفة دل عليها فخطبها فزوجها فولدت له عبد الملك بن بشر وكان ينال من الشراب ويكتم ذلك وكان إذا صلى العصر خلا من ناحية من داره ليس معه إلا أعين مولاه صاحب حمام أعين بالكوفة وأخذ في شأنه فلم تزل هند تتجسس خبره حتى عرفته فبعثت مولى لها فأحضرها أطيب شراب وأحده وأشده وأرقه وأصفاه وأحضرت له طعاماً علمت أنه يشتهيه وأرسلت إلى أخويها مالك وعيينة فأتياها وبعثت إلى بشر وأعتلت عليه بعلة فجاءها فوضعت بين يديه ما أعدته فأكل وشرب وجعل مالك يسقيه وعيينة يحدثه وهند تريه وجهها .
فلم يزل في ذلك حتى أمسى فقال هل عندكم من هذا شيء نعود عليه غداً فقالت هذا دائم لك ما أردته فلزمها وبقي أعين يتبع الديار بوجهه ولا يرى بشراً إلا أن يبحث عن أمره فعرفه وعلم أنه ليس فيه حظ بعدها قال ومات عنها بشر فلم تجزع عليه فقال الفرزدق في ذلك .
( فان تك لا هند بكته فقد بكت ... عليه الثريا في كواكبها الزُّهر )