أصحابنا حدثني قال وقف ابن عائشة في الموسم فمر به بعض أصحابه فقال له ما تعمل فقال إني لأعرف رجلاً لو تكلم لحبس الناس فلم يذهب أحد ولم يجيء فقلت له ومن هذا الرجل قال أنا ثم اندفع يغني .
صوت .
( جُرتْ سُنُحاً فقلت لها أجيزي ... نوى مشمولة فمتى اللقاء ) .
( بنفسي مَن تذكُّره سَقام ... أعالجه ومطلبه عَناءُ ) .
قال فحبس الناس واضطربت المحامل ومدت الإبل أعناقها وكادت الفتنة تقع فأتي به هشام فقال يا عدو الله أردت أن تفتن الناس فأمسك عنه وكان تياهاً فقال له هشام أرفق بتيهك فقال ابن عائشة حق لمن كانت هذه قدرته على القلوب أن يكون تياهاً فضحك وأطلقه قال فبرق ابن أبي الكنات وكان معجباً بنفسه وقال أنا أفعل كما فعل وقدرتي على القلوب أكثر من قدرته كانت ثم اندفع فغنى في هذا الصوت ونحن على جسر بغداد .
وكان إذ ذاك على دجلة ثلاثة جسور معقودة فانقطعت الطرق وامتلأت الجسور بالناس وازدحموا عليها واضطربت حتى خيف عليها أن تنقطع لثقل من عليها من الناس فأخذ فأتي به الرشيد فقال يا عدو الله أردت أن تفتن الناس فقال لا والله يا أمير المؤمنين ولكنه بلغني أن ابن عائشة فعل مثل هذا في أيام هشام فأحببت أن يكون في أيامك مثله فأعجب من قوله ذلك وأمر له بمال وأمره أن يغني فسمع شيئاً لم يسمع مثله