فغنى مثل ذلك أو دونه ثم سكت فلم يزل يمرّ القوم واحداً واحداً حتى فرغوا .
ثم قال لابن أبي الكنات غنّ فقال لزلزل شد طبقتك فشد ثم أخذ العود من يده فجسه حتى وقف على الموضع الذي يريده ثم قال على هذا وابتدأ بصوت أوله ألالا فو الله لقد خيل لي أن الحيطان تجاوبه ثم رجع النغم فيه فطلع الخصي فقال له اسكت لا تتم الصوت فسكت .
ثم قال يحبس عمرو بن أبي الكنات وينصرف باقي المغنين فقمنا بأكسف حال وأسوإبال لا والله ما زال كل واحد منا يسأل صاحبه عن كل شعر يرويه من الغناء الذي أوله ألالا طمعاً في أن يعرفه أو يوافق غناءه فما عرفه منا أحد وبات عمرو ليلته عند الرشيد وانصرف من عنده بجوائز وصلات وطرف سنية .
قال هارون وأخبرني محمد بن عبد الله عن موسى بن أبي المهاجر قال .
خرج ابن جامع وابن أبي الكنات حين دفعا من عرفة حتى إذا كانا بين المأزمين جلس عمرو على طرف الجبل ثم اندفع يغني فوقف القطارات وركب الناس بعضهم بعضاً حتى صاحوا واستغاثوا يا هذا الله الله اسكت عنا يجز الناس فضبط إسماعيل بن جامع بيده على فيه حتى مضى الناس إلى مزدلفة قال هارون وحدثني عبد الرحمن بن سليمان عن علي بن أبي الجهم قال حدثني من أثق به قال .
واقفت ابن أبي الكنات المديني على جسر بغداد أيام الرشيد فحدثته بحديث اتصل بي عن ابن عائشة أنه فعله أيام هشام وهو أن بعض