( رفعتَ بيتاً وخفضتَ بَيْتَا ... وشِدْت رُكن الدين إذ بنيتا ) قال هات ما سألتك عنه فأنشدته .
( في الأكرمين من قريش بيتاً ... ) .
( ما زال يأتي الأمْر من أقطارِه ... على اليمين وعلى يسارِهِ ) .
( مشمَّراً لا يُصطلَى بنارِه ... حتى أَقرّ الملكَ في قَرارِه ) .
( وفَرّ مروانُ على حمارِه ... ) قال ويحك هات ما دعوتك له وامرتك بإنشاده ولا تنشد شيئاً غيره فأنشدته .
( وقاتِم الأعماقِ خاوي المخترَق ... ) .
فلما صرت إلى قولي .
( يَرْمِي الجلاميد بجُلْمُودٍ مِدَق ... ) .
قال قاتلك الله لشد ما ما استصلبت الحافر ثم قال حسبك أنا ذلك الجلمود المدقّ .
قال وجيء بمنديل فيه مال فوضع بين يدي فقال أبو مسلم يا رؤبة إنك أتيتنا والأموال مشفوهة وإن لك لعودةً إلينا وعلينا مُعوّلاً والدهر أطرقُ مُستتبٌّ فلا تجعل بجنبيك الأسدة .
قال رؤبة فأخذت المنديل منه وتالله ما رأيت أعجمياً أفصح منه وما ظننت أن أحداً يعرف هذا الكلام غيري وغير أبي