فقال له اسقني وأعطاه ديناراً فكال له وجعل يشرب حتى سكر وجاء قوم يسألون عنه فصادفوه على تلك الحال فقالوا للخمار ألحقنا به فسقاهم حتى سكروا فانتبه فسأل عنهم فعرّفه الخمار خبرهم فقال له هذا الآن وقت السكر الآن طاب ألحقني بهم فجعل يشرب حتى سكر وانتبهوا فقالوا للخمار ويحك هذا نائم بعد فقال لا ولقد انتبه فلما عرف خبركم شرب حتى سكر فقالوا ألحقنا به فسقاهم حتى سكروا وانتبه فسأل عن خبرهم فعرّفه فقال والله لألحقن بهم فشرب حتى سكر ولم يزل ذلك دأبه ودأبهم ثلاثة أيام لم يلتقوا وهم في موضع واحد ثم تركوا هم الشرب عمداً حتى أفاق فلقوه .
وهذا الخبر بعينه يحكى لوالبة بن الحباب مع أبي نواس وقد ذكر في أخبار والبة والصحيح أنه لأبي الهندي وفي ذلك يقول .
( نَدَامَى بَعْد ثالثةٍ تلاقَوْا ... يَضمُّهمْ بِكُوه زيَانَ راحُ ) .
( وقد باكرتُها فترُكت منها ... قتيلاً ما أصابتني جِراح ) .
( وقالوا أيّهاالخمارُ مَنْ ذا ... فقال أخ تَخَوّنه اصطباحُ ) .
( فقالوا هاتِ راحَك ألْحِقَنا ... به وتَعلَّلواثم ولها سلاح ) .
( فما إن لَبَّثَتْهم أن رَمتْهمْ ... بَحدِّ سلاحها ولها سلاح ) .
( وحان تَنبُّهي فسألتُ عنهمْ ... فقال أتاحَهُمْ قَدَر مُتَاح ) .
( رأوك مُجَدَّلاً فاستخبروني ... فحرّكّهم إلى الشرب ارتياح )