فقال له عبد الملك قد لعمري صدقتما وأحسنتما الشعر لعلقمة بن عبدة والغناء لبسباسة ولحنه خفيف ثقيل أول بالوسطى عن حبش وهذه الأبيات يقولها علقمة بن عبدة يمدح بها الحارث ويسأله إطلاق ابنه شأس .
وخبره يذكر وخبر الحارث بعد انقضاء أخبار أيمن بن خريم .
رجع الحديث إلى أخبار أيمن .
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني المدائني عن أبي بكر الهذلي قال دخل نصيب يوما إلى عبد العزيز بن مروان فأنشده قصيدة له امتدحه بها فأعجبته وأقبل على أيمن بن خريم فقال كيف ترى شعر مولاي هذا قال هو أشعر أهل جلدته .
فقال هو أشعر والله منك قال أمِني أيها الأمير .
فقال إي والله قال لا والله ولكنك طرف ملول فقال لو كنت كذلك ما صبرت على مؤاكلتك منذ سنة وبك من البرص ما بك فقال ائذن لي أيها الأمير في الانصراف قال ذلك إليك فمضى لوجهه حتى لحق ببشر بن مروان وقال فيه .
( ركبتُ من المقطّم في جُمادى ... إلى بشرِ بن مروان البَرِيدا ) .
( ولو أعطاكَ بشرٌ ألفَ ألفٍ ... رأى حقاً عليه أن يزيدا ) .
( أميرَ المؤمنين أقِمْ بِبشر ... عمود الدين إنّ له عمودا ) .
( ودِعْ بشراً يقُوّمهم ويُحْدِثْ ... لأهلِ الزيغ إسلاماً جديداً )