قال فأتبعته رسولاً ليعرف خبره فإذا هو قد جاء إلى غلام كان يحبه فسأل عنه فوجده في دار القمار فمضى إليه حتى خلع عليه تلك الثياب وقبله وعانقه وعاد إلينا فلما جاء خالد أعطيت الغلام الذي وجهنا به دنانير ودعاه فجاء به إلينا وأخفيناه وسألنا خالداً عن خبره فكتمه وجمجم فغمزنا الرسول فأخرجه علينا فلما رآه خالد بكى ودهش فقلنا له لا ترع فإن من القصة كيت وكيت وإنما أردنا أن نعرف خبرك لا أن نسوءك فطابت نفسه وأجلسه إلى جنبه وقال قد بليت بحبه وبالخوف عليه مما قد بلي به من القمار ثم أنشد لنفسه فيه .
( مَحِبٌّ شَفَّه ألَمُهْ ... وخامَرَ جْسْمَه سَقَمُهْ ) .
( وباح بما يُجَمْجِمهُ ... من الأسرار مكتَتِمهْ ) .
( أما تَرْثي لمكتئب ... يُحِبُّك لحمُه ودَمُه ) .
( يغار على قميصك حِينَ ... تَلْبَسه ويتّهمهْ ) .
من شعره في الشوق .
وذكر علي بن الحسين أيضاً أن محمد بن السري حدثه أنه طال الغيبة عن بغداد وقد وسوس خالد فمر به في الرصافة والصبيان يصيحون به يا غلام الشريطي يا خالد البارد ويرجع إليهم فيضربهم ويزيد ويرميهم قال فقلت له كيف أنت يا أبا الهيثم قال كما ترى فقلت له فمن تعاشر اليوم قال من أحذره فعجبت من جوابه مع اختلاله فقلت له ما قلت بعدي من الشعر قال ما حفظه الناس وأنسيته وعلى ذلك قولي .
( كَبدٌ شفها غليلُ التصابي ... بين عَتْب وسَخْطَةٍ وعذاب ) .
( كلَّ يومٍ تَدْمَى بجَرح من الشوق ... ونوع مجدَّدٍ من عذاب )