( لَوْ خلطوُه بالمِسكْ وسّخَه ... أو طرَحُوهُ في البحر كدَّره ) .
حدثني جحظة قال حدثني خالد الكاتب قال دخلت على إبراهيم بن المهدي فاستنشدني فقلت أيها الأمير أنا غلام أقول في شجون نفسي لا أكاد أمدح ولا أهجو فقال ذلك أشد لدواعي البلاء فأنشدته .
صوت .
( عاتبتُ نفسي في هواكَ ... فلم أجِدْها تَقْبَلُ ) .
( وأطعتُ داعَيها إليكَ ... ولم أطِعْ مَن يعذل ) .
( لا والذي جعل الوجوه ... لحسن وجهك تمثُل ) .
( لا قلتُ إن البصرَ عنك ... من التصابي أجمل ) .
لجحظة في هذه الأبيات رمل مطلق بالوسطى .
قال فبكى إبراهيم وصاح واي عليك بإبراهيم ثم أنشدته أبياتي التي أقول فيها .
( وبكى العاذُل من رَحْمَتي ... فبُكائي لِبُكا العاذل ) .
وقال إبراهيم يا رشيق كم معك من العين قال ستمائة وخمسون ديناراً قال اقسمها بيني وبين الفتى واجعل الكسر له صحيحاً فأعطاني ثلاثمائة وخمسين ديناراً فاشتريت بها منزلي بساباط الحسن والحسين فواراني إلى يومي هذا