خلافٌ في معنى شعر فقال له الحلبي لا تعد طورك فأخرسك فقال له خالد لست هناك ولا فيك موضع للهجاء ولكن ستعلم أني أجعلك ضحكة سر من رأى وكان الحلبي من أوسخ الناس فجعل يهجو جبته وثيابه وطيلسانه فمن ذلك قوله .
( وشاعرٍ ذي منطقٍ رائقِ ... في جبَّةٍ كالعارض البارق ) .
( قطعاءَ شلاّءَ رقاعِيَّة ... دَهْريَّة مرقوعة العاتق ) .
( قدّمها العُرْيُ على نفسه ... لفضلها في القَدَر السابق ) .
وقوله .
( وشاعرٍ مُقْدِمٍ له قومُ ... ليس عليهمْ في نصرهِ لَومُ ) .
( قد ساعدوه في الجوع كلُّهمُ ... فَقْرَى فكلٌّ غَداؤُه الصوم ) .
( يأتيكَ في جُبّة مُرَقعةٍ ... أطولُ أعمار مثلِها يومُ ) .
( وطيْلسان كالآل يلبسُه ... على قميص كأنه غَيْمُ ) .
( من حلبَ في صميم سِفْلِتها ... غِناه فقر وعزُّه ضَيم ) .
قال وقال فيه .
( تاهَ على ربِّه فأفْقرهُ ... حتى رآه الغٍنَى فأنكرهُ ) .
( فصار من طول حِرفَةٍ علماً ... يقذفه الرزق حيث أبصرهُ ) .
( يا حلبيّاً الإله لَه ... بالتِّيه والفقر حين صوَّرهُ )