فاستطبت المقام أيضاً فأقمت فكتب إلي عمي إبراهيم بن محمد اليزيدي .
( شردْتَ يا هذا شُرود البعيرْ ... وطالت الغيبة عند الأميرْ ) .
( أقمتَ يومين وليليهما ... وثالثاً تُحبَى ببرٍّ كَثير ) .
( يومُ عَريبٍ مع إحسانها ... إن طالت الأيامُ يوم قصير ) .
( لها أغانٍ غيرُ مملولة ... منها ولا تخلقُ عند الكرور ) .
غيرُ مَلوم يا أبا جعفر ... أن تؤثر اللهو ويومَ السرور ) .
( فاجعل لك منا نصيباً فما ... إن كنتَ عن مجلسنا بالنَّفور ) .
( وصِر إلينا غير ما صاغر ... أصارك الرحمن خيرَ المصير ) .
( إن لم يكن عندي غِناء ولا ... عُود فعندي القَمْر بالنردشير ) .
( والذّكر بالعلم الذي قد مضى ... بأهله حادثُ صَرْفِ الدهور ) .
( وهو جديد عندنا نهجه ... أعلامه تحويه منا الصدور ) .
( فالحمد لله على كل ما ... أولى وأبلى ولِربِّي الشُكور ) .
حدثنا محمد بن العباس اليزيدي قال حدثني عمي الفضل قال سمعت أخي أبا جعفر أحمد بن محمد يقول .
دخلت إلى المعتصم يوما وبين يديه خادم وضيء جميل وسيم فطلعت عليه الشمس فما رأيت أحسن منها على وجهه فقال لي يا أحمد قل في هذا الخادم شيئاً وصفْ طلوع الشمس عليه وحسنها فقلت .
( قد طلعَتْ شمس على شمس ... وطاب لي الهوى مع الأنس ) .
( وكنت أَقلِي الشمس فيما مضى ... فصرتُ أشتاق إلى الشمس ) .
حدثني اليزيدي قال حدثني عمي الفضل قال