قال فأمر لي بعشرة آلاف درهم .
أخبرني إسماعيل بن يونس الشيعي قال حدثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن أبي محمد اليزيدي .
عن أبيه قال دخلت على المأمون وهو يشرب وعنده عريب ومحمد بن الحارث بن بسخنر يغنيانه فقال أطعموا محمداَ شيئاً فقلت قد بدأت بذلك في دار أمير المؤمنين فقال أما ترى كيف عتق هذا الشراب حتى لم يبق إلا أقله ما أحسن ما قيل في قديم الشراب فقلت قول الحكمي .
( عتقت حتى لو اتّصلتْ ... بلسان ناطق وفمِ ) .
( لاحتبتْ في القوم ماثلةً ... ثم قصت قصّة الأممِ ) .
فقال هذا كان في نفسي ثم قال اسقوا محمداً رطلين وأعطوه عشرين ألف درهم ثم نكت في الأرض ورفع رأسه ثم قال يا محمد .
( إنّي وأنت رضيعا قهوةٍ لطفتْ ... عن العِيانِ ودقّت عن مَدَى الفَهِمِ ) .
( لم نرتضعْ غيرَ كأسٍ دَرُّها ذهبٌ ... والكأسُ حُرْمتها أولى من الرَّحمِ ) .
قال والشعر له قاله في ذلك الوقت .
ومما فيه غناء من شعر محمد بن أبي محمد أنشدناه محمد بن العباس عن عمه عبيد الله عن أخيه أحمد .
صوت .
( أنت امرؤ متجنٍّ ... ولسْت بالغضبان ) .
( أنت امرؤ لك شأنٌ ... فيما أرى غير شَانِي ) .
( صرّحْ بما عنه أكْنِي ... أكفّ عنك لسانِي )