( وحبَّ خٍلِّي وخُلصاني أبي حسن ... أعني علّياً قريعَ التغلَبيينا ) .
( ورِقتي لبُنَيٍّ لي أُصِبت به ... وَجْدِي به فوق وجد الآدميينا ) .
( ورابع قد رمى قلبي باسهمه ... فجُزْت في حبه حدّ المحبينا ) .
( وبعض من لا أسمِّي قد تمَّلكه ... فرُحتُ عنه بما أعيا المداوينا ) .
( أتاه بالدين والدنيا تمكُّنُه ... فلم يدَع ليَ لا دُنيا ولادِينا ) .
قال فقال المأمون لولا أنه أبو إسحاق لانتزعتها منه ولكن هذا ألف دينار فخذه عوضاً ولقيني المعتصم في الدار فقال لي يا محمد قد علمت ما آل إليه أمر فلانة فلا تذكرنها فقلت السمع والطاعة لأمرك .
أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال حدثنا أبو العباس محمد بن الحسن بن دينار مولى بني هاشم قال حدثني جعفر بن محمد اليزيدي عن أبيه محمد بن أبي محمد قال كنت عند المأمون فقال لي يا محمد قل شعراً في نحو هذين البيتين .
( صحيح يودّ السُّقم كيما تعودُه ... وإن لم تَعُده عاد منها رسولُها ) .
( لِيعلم هل ترتاع عند شَكاته ... كما قد يروع المُشفقات خليلها ) .
قال فقلت .
( صحيحُ وَدّ لو أمسى عليلا ... لتكتبَ أو يرى منكم رسولا ) .
( رآك تسومُه الهجران حتى ... إذا ما اعتلّ كنت له وَصولا ) .
( فودّ ضَنا الحياة بوصل يوم ... يكون على هواكَ له دليلا ) .
( هما موتان موت هوى وهَجرٍ ... وموت الهجر شرُّهما سبيلا )