( يا خير سادات وأصحاب ... هذا الطفَيليُّ على البابِ ) .
( فصِّيروا لي معكمْ مجلساً ... أو أخرِجُوا لي بعض أصحابي ) .
وبعثت بهما إليه فلما قرأهما قال صدق اكتبوا إليه وسلوه أن يختار فكتب إلي أما وصولك فلا سبيل إليه ولكن من تختار لنخرجه إليك فتمضي معه .
فكتب ما كنت لأختار على أبي العباس أحداً فقال له المأمون قم إلى صديقك .
فقال يا أمير المؤمنين إن رأيت أن تعفيني من ذلك أتخرجني عما شرفتني به من منادمتك وتبدلني بها منادمة ابن اليزيدي قال لا بد من ذلك أو ترضيه .
قال فيلحتكم .
قال أخاف أن يشتط أو تقصر أنت ولكني أحكم فأعدل .
قال قد رضيت .
قال تحمل إليه ثلاثة آلاف دينار معجلة .
قال قد فعلت فأمر صاحب بيت المال أن يحملها معي وأمر عبد الله بردها إلى بيت المال .
حدثني الصولي قال حدثني عون بن محمد قال .
كان محمد بن أبي أحمد اليزيدي يعشق جارية لسحاب يقال لها عليا وكانت من أظرف النساء لساناً وأحسنهن وجهاً وغناء فأعطي بها ثلاثة آلاف دينار فلم تبع واشتراها المعتصم بخمسة آلا ف دينار وذلك في خلافة المأمون وكان علي بن الهيثم جونقاً صديقاً لمحمد بن ابي أحمد اليزيدي فبلغ المأمون الخبر فدعا محمداً وقال ما قصتك مع عليا قال قد قلت في ذلك أبياتاً فإن أذن أمير المؤمنين أنشدتها .
قال هاتها فأنشده .
( أشكو إلى الله حُبي للعَليّينا ... وأنني فيهمُ ألقَى الأمرينا ) .
( حَسْبي علًّيا أمير المؤمنين فقد ... أصبحتُ حقًّا أرى حبّي له دِينا )