قال دخلْتُ إلى المعتصم وهو ولي عهد وقد طلع القمر فتنفس ثم قال يا محمد قل أبياتاً في معنى طلوع القمر فإنه غاب مدة كما غاب محبوب عن حبيبه ثم طلع فإن كان كما أحب فلك بكل بيت مائة دينار فقلت .
صوت .
( هذا شبيه الحبيب قد طلعا ... غاب كما غاب ثم قد لمعا ) .
( وما أرى غيرَه يشاكله ... فاسأله بالله عنه ما صنعا ) .
( فرّق بيني وبينه قدر ... هو الذي كان بيننا جمَعا ) .
( فهل له عودة فأرقبَها ... كما رأينا شِبهه رجعا ) .
فقال أحسنت وحياتي ثم قال لعلويه غن في هذه الأبيات وكان حاضراً فغنى فيها وشرب عليها ليلته وأمر لي بأربعمائة دينار ولعلويه بمثلها .
لحن علوية في هذه الأبيات رمل .
المأمون يحكم له بثلاثة آلاف دينار .
حدثني عمي قال حدثنا الفضل بن محمد قال حدثني أخي عن أبي قال .
شكوت إلى المأمون ديناً علي فقال إن عبد الله بن طاهر اليوم عندي وأريد الخلوة معه فإذا علمت بذلك فاستدع أن يكون دخولك أو إخراجه إليك فإني سأحكم لك عليه بمال فلما علمت أنهم قد جلسوا للشرب صرت إلى الدار وكتبت بهذين البيتين