لليلة سمتها فوافاها على رواحله ومعه الغريض فحدثهن حتى وافى الفجر وحان انصرافهن فقال لهن إني والله لمشتاق إلى زيارة قبر النبيوالصلاة في مسجده ولكن لا أخلط بزيارتكن شيئا ثم انصرف إلى مكة وقال .
( ألْمِمْ بزينَبَ إنّ البَيْنَ قد أَفدا ... قلَّ الثَّواءُ لَئِنْ كان الرحيلُ غَدَا ) قال وانصرف عمر بالغريض معه فلما كان بمكة قال عمر يا غريض إني أريد أن أخبرك بشيء يتعجل لك نفعه ويبقى لك ذكره فهل لك فيه قال افعل من ذلك ما شئت وما أنت أهله قال إني قد قلت في هذه الليلة التي كنا فيها شعرا فامض به إلى النسوة فأنشدهن ذلك وأخبرهن أني وجهت بك فيه قاصدا قال نعم .
فحمل الغريض الشعر ورجع إلى المدينة فقصد سكينة وقال لها جعلت فداك إن يا سيدتي ومولاتي إن أبا الخطاب أبقاه الله وجهني إليك قاصدا قالت أوليس في خير وسرور تركته قال نعم قالت وفيم وجهك أبو الخطاب حفظه الله قال جعلت فداك إن ابن أبي ربيعة حملني شعرا وأمرني أن أنشدك إياه قالت فهاته قال فأنشدها .
( ألْمِمْ بزينَبَ إنّ البَيْنَ قد أَفدا ... قلَّ الثَّواءُ لَئِنْ كان الرحيلُ غَدَا ) الشعر كله قالت فيا ويحه فما كان عليه ألا يرحل في غده فوجهت إلى النسوة فجمعتهن وأنشدتهن الشعر وقالت للغريض هل عملت فيه شيئا قال قد غنيته ابن أبي ربيعة قالت فهاته فغناه الغريض فقالت سكينه أحسنت والله وأحسن ابن أبي ربيعه لولا أنك سبقت فغنيته عمر قبلنا لأحسنا جائزتك يا بنانة أعطيه بكل بيت ألف درهم فأخرجت اليه بنانة أربعة الاف درهم فدفعتها إليه وقالت سكينة لو زادنا عمر لزدناك