كان ابن عائشة يغني الهزج والخفيف فقيل له إنك لا تستطيع أن تغني غناء شجيّاً ثقيلا فغنى .
( يا أبا الحارث قلْبي طائِرٌ ... ) .
رجع الحديث إلى أخبار الغريض .
أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن أيوب بن عباية عن مولى لآل الغريض قال .
حدثني بعض مولياتي وقد ذكرن الغريض فترحمن عليه وقلن جاءنا يوما يحدثنا بحديث أنكرناه عليه ثم عرفنا بعد ذلك حقيقته وكان من أحسن الناس وجها صغيرا وكبيرا وكنا نلقى من الناس عنتا بسببه هو كان ابن سريج في جوارنا فدفعناه إليه فلقن الغناء وكان من أحسن الناس صوتا ففتن أهل مكة بحسن وجهه مع حسن صوته فلما رأى ذلك ابن سريج نحاه عنه وكانت بعض مولياته تعلمه النياحة فبرز فيها فجاءني يوما فقال نهتني الجن أن أنوح وأسمعتني صوتا عجيبا فقد ابتنيت عليه لحنا فاسمعيه مني واندفع فغنى بصوت عجيب في شعر المرار الأسدي .
( حَلَفْتُ لها يالله ما بَيْنَ ذي الغَضَا ... وهضْبِ القَنَانِ من عَوانٍ ولا بِكْرِ ) .
( أحَبُّ إلينا منكِ دَلاّ وما نَرَى ... به عند لَيْلَى من ثوابٍ ولا أجرِ )