يفضل قصيدة جميل اللامية على قصيدة عمر وأنا لا أقول هذا لأن قصيدة جميل مختلفة غير مؤتلفة فيها طوالع النجد وخوالد المهد وقصيدة عمر بن أبي ربيعة ملساء المتون مستوية الأبيات آخذ بعضها بأذناب بعض ولو أن جميلا خاطب في قصيدته مخاطبة عمر لأرتج عليه وعثر كلامه به .
أخبرني الحرمي قال حدثنا الزبير قال حدثني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم قال حدثني شيخ من أهلي عن أبي الحارث بن نابتة مولى هشام بن الوليد المخزومي وهو الذي يقول له عمر بن أبي ربيعة .
( يا أبا الحارِث قَلْبي طائرٌ ... فاستمِعْ قَوْلَ رشيدٍ مُؤْتَمَنْ ) .
قال شهدت عمر بن أبي ربيعة وجميلا بالأبطح فأنشد جميل قصيدته التي يقول فيها .
( لقد فَرِحَ الواشُونَ أَنْ صَرَمَتْ حَبْلي ... بُثَيْنَةُ أو أَبْدَتْ لنا جانبَ البُخْلِ ) ثم قال يا أبا الخطاب هل قلت في هذا الوزن شيئا قال نعم فأنشده قوله .
( جَرَى ناصحٌ بالوُدِّ بَيْني وبَيْنَها ... ) فقال جميل هيهات يا أبا الخطاب والله لا أقول مثل هذا سجيس الليالي والله ما خاطب النساء مخاطتبك أحد وقام مشمرا .
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار قال