( إن كان إبراهيم مصطلعاً بها ... فَلَتصْلُحَنْ من بعده لمُخارق ) .
فلما قرأها المأمون ضحك وقال قد صفحت عن كل ما هجانا به إذ قرن إبراهيم بمخارق في الخلافة وولاه عهده .
وكتب إلى أبي أن يكاتبه بالأمان ويحمل إليه مالاً .
وإن شاء أن يقيم عنده أو يصير إلى حيث شاء فليفعل .
فكتب إلي أبي بذلك وكان واثقا به فصار إليه فحمله وخلع عليه وأجازه وأعطاه المال وأشار عليه بقصد المأمون ففعل فلما دخل وسلّم عليه تبسم في وجهه ثم قال أنشدني .
( مدارسُ آيات خلَتْ من تلاوة ... ومنزلُ وحيٍ مقفرُ العرَصات ) .
فجزع فقال له لك الأمان فلا تخف وقد رويتها ولكني أحب سماعها من فيك فأنشده إياها إلى آخرها والمأمون يبكي حتى أخضل لحيته بدمعه فوالله ما شعرنا به إلا وقد شاعت له أبيات يهجو بها المأمون بعد إحسانه إليه وأنسه به حتى كان أول داخل وآخر خارج من عنده .
أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثني أبو بكر العامري قال .
استدعى بعض بني هاشم دعبل وهو يتولى للمعتصم ناحية من نواحي الشام فقصده إليها فلم يقع منه بحيث ظن وجفاه فكتب إليه دعبل .
( دَلّيتَني بغُرور وعدك في ... متلاطمٍ من حَوْمة الغرقِ ) .
( حتى إذا شمِت العدوُّ وقد ... شُهر انتقاصُك شهرةَ البَلَق )