دعيّ على دعي .
حديث عن شبه بين عبد الله بن طاهر والضبيّ عن نسبه .
أخبرني محمد بن جعفر الصيدلاني صهر المبرد قال حدثني محمد بن موسى الضبي راوية العتابي وكان نديما لعبد الله بن طاهر قال .
بينما هو ذات ليلة يذاكرنا بالأدب وأهله وشعراء الجاهلية والإسلام إذ بلغ إلى ذكر المحدثين حتى انتهى إلى ذكر دعبل فقال ويحك يا ضبيّ إني أريد أن أحدثك بشيء على أن تستره طول حياتي فقلت له أصلحك الله أنا عندك في موضع ظنه قال لا ولكن أطيب لنفسي أن توثق لي الأيمان لأركن إليها ويسكن قلبي عندها فأحدثك حينئذٍ .
قال قلت إن كنت عند الأمير في هذه الحال فلا حاجة به إلى إفشاء سره إلي واستعفيته مراراً فلم يعفني فاستحييت من مراجعته وقلت فلير الأمير رأيه فقال لي يا ضبي قل والله قلت فأمرها علي غموسا مؤكدة بالبيعة والطلاق وكل ما يحلف به مسلم ثم قال أشعرت أن دعبلا مدخول النسب وأمسك فقلت أعز الله الأمير أفي هذا أخذت العهود والمواثيق ومغلظ الأيمان قال إي والله فقلت ولم قال لأني رجل لي في نفسي حاجة ودعبل رجل قد حمل نفسه على المهالك وحمل جذعه على عنقه فليس يجد من يصلبه عليه وأخاف إن بلغه أن يقول فيّ ما يبقى عليّ عاره على الدهر وقصاراي إن ظفرت به وأسلمته اليمن وما أراها تفعل لأنه اليوم لسانها وشاعرها والذابُّ عنها والمحامي لها والمرامي دونها فأضربه مائة سوط وأثقله حديداً وأصيره في مطبق باب الشام