( يا خالد بنَ قبِيصةٍ هيّجت بي ... حَرْباً فدُونك فاصطبر لحروبي ) .
( لما رأيت ضميرَ غِشك قد بدا ... وأبيْتَ غير تَجَهُّم وقُطوب ) .
( وعرفْت منك خلائقاً جرّبتها ... ظهَرَتْ فضائحُهَا على التجريب ) .
( خلّيتُ عنك مُفارقاً لك عن قِلىً ... ووهبْتُ للشيطان منك نصيبي ) .
( فلئن نظرْتُ إلى الرصافة مرة ... نظراً يُفَرجُ كُربةَ المكروب ) .
( لأمزّقنّك قائماً أو قاعداً ... ولأروينّ عليك كلّ عجيب ) .
( ولتأتينَّ أباك فيك قصائد ... حبَّرتها بتَشكُّر مقلوب ) .
( ولَيُنْشدَنّ بها الإمام قصيدة ... ولتُشْتَمَنّ وأنت غير مهيب ) .
( ولأوذِينّك مثلما آذيتني ... ولأُشليَنَّ على نعاجك ذيبي ) .
قال أحمد بن يزيد في خبره حدثني أبي قال .
أعرس داود بن محمد بن أبي عيينة أخو أبي عيينة بالبصرة وأخوه غائب يومئذٍ مع ابن عمه خالد بجرجان فكتب داود إلى أخيه يخبره بسلامته وسلامة أهل بيته وبخبرٍ نقله أهله إليه فقال أبو عيينة في ذلك .
( ألا ما لِعَينِك معتلَّه ... وما لِدموعك منهلّهْ ) .
( وكيف يُجُرجان صبرُ امرئٍ ... وحيدٍ بها غيرِ ذِي خُلّهْ ) .
( وأَطْولْ بلَيْلِك أطْوِل به ... إذا عسكر القوم بالأثْلهْ ) .
( وراعَك مِن خيلِه حاشر ... مِن القومِ ليست له قِبله ) .
( يسوقك نحوهمُ مكرهاً ... وداودُ بالمِصر في غفله )