( أخلصْتُها لك من قلبي مهذَّبةً ... حَذْواً عَلَى مثل ما أوليتَ من حسن ) .
أخبرني محمد بن القاسم الأنباري قال حدثني أبي عن أبي عكرمة عامر بن عمران وأخبرني به عمي عن أحمد بن يزيد المهلبي عن أبيه قال .
كان إسماعيل بن سليمان والياً على البصرة خليفة لطاهر بن الحسين فأساء مجاورة ابن أبي عيينة حتى تباعد بينهما وقبح وأظهر إسماعيل تنقصه وعيبه فخرج إلى طاهر ليشكو إسماعيل ويسعى في عزله عن البصرة فبعد ذلك عليه بعض البعد وسافر طاهر بن الحسين إلى وجه أمر بالخروج إليه فصحبه ابن أبي عيينة في سفره فتذمم من ذلك وأمر بإيصاله إليه فلما دخل ابن أبي عيينة إليه سأله عن حوائجه وأدناه وأمره برفعها فأنشده .
( مَن أوحشَتْه البلادُ لم يُقِم ... فيها ومَن آنسَته لم يَرِم ) .
( ومَن يَبتْ والهمومُ قادحة ... في صدرِه بالزِّناد لم ينم ) .
( ومَن ير النقص من مواطئه ... يُزل عن النقص مَوطِىء القدم ) .
( والقرب ممن ينأى بجَانبه ... صدع عَلَى الشعب غير ملتئم ) .
( ورُبّ أمر يعيا اللبيبُ به ... يظلّ منه في حيرة الظُّلم ) .
( صَبرٌ عليه كَظْمٌ عَلَى مَضَض ... وَتَرْكهُ من مواقع الندم ) .
( ياذا اليمينَين لم أزرْك وَلم ... آتك من خَلّة ومن عَدَم ) .
( إني من الله في مَراح غِنى ... وَمُغتذىً واسعٍ وفي نِعم ) .
( زارتك بِي هِمةٌ مُنازِعة ... إلى العلا مِن كرائم اللهِمم ) .
( وإنني لِلجميل محتمِل ... فِي القَدْر من مَنصِبي ومن شيمي ) .
( وقد تعلَّقْت منك بالذمم الكبرى ... التي لا تَخيبُ في الذمم ) .
( فإن أنلْ بُغْيتي فأنت لها ... في الحق حقِّ الرجاء والرَّحم )