أخبرني جعفر بن قدامة قال حدثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات قال حدثني أبو خالد الأسلمي قال كان ابن أبي عيينة المهلبي صديقي وهو أبو عيينة بن المنجاب بن أبي عيينة فجاءه رجل من جيرانه كان يستثقله فسأله حاجة فقضاها ثم سأله أخرى فوعده بها ثم سأله ثالثة فقال .
( خفِّف عَلَى إخوانك المُؤَنا ... إن شئت أن تَبْقَى لهم سكًناً ) .
( لا تُلحفنَّ إذا سألت ففي الإجحاف ... إجحاف بهم وعنَا ) .
فقام الرجل وانصرف .
ابن أبي عيينة وأمير البصرة .
أخبرني أبو دلف هاشم بن محمد قال حدثني المبرد قال .
وفد ابن أبي عيينة إلى طاهر بن الحسين يسأله أن يعزل أمير البصرة وكان من قبله فدافعه وعرض عليه عوضاً خطيراً من حاجته ووعده أن يستصلح له ذلك الأمير ويزيله عما كرهه فأبى عزله وأجزل صلته فقال ابن أبي عيينة فيه .
( يا ذا اليمينَين قد أوقرتَني مِنَنا ... تَتَرى هي الغاية القصوى من المنَنِ ) .
( ولستُ أسطيع مِن شكر أجيء به ... إلا استطاعةَ ذي رُوح وذي بدن ) .
( لو كنتُ أعرف فوقَ الشكر منزلة ... أوفى مِن الشكر عند اللهِ في الثمنِ )