( بزجاجةٍ ملْءِ اليَدَيْن كأنّها ... قِنْديلُ فِصْح في كَنِيسة راهِبِ ) قال فاجتمعوا فتذاكروا أمر جدي وقالوا ما في الدنيا أهل صناعة شر منا لنا أخ بالعراق ونحن بالحجاز لا نزوره ولا نستزيره .
فكتبوا إليه ووجهوا إليه نفقة وكتبوا يقولون نحن ثلاثة وأنت وحدك فأنت أولى بزيارتنا فشخص إليهم فلما كان على مرحلة من المدينة بلغهم خبره فخرجوا يتلقونه فلم ير يوم كان أكثر حشرا ولا جمعا من يومئذ ودخلوا فلما صاروا في بعض الطريق قال له معبد صيروا إلي فقال له ابن سريج إن كان لك من الشرف والمروءة مثل ما لمولاتي سكينة بنت الحسين عطفنا إليك فقال مالي من ذلك شيء وعدلوا إلى منزل سكينة .
فلما دخلوا إليها أذنت للناس إذنا عاما فغصت الدار بهم وصعدوا فوق السطح وأمرت لهم بالأطعمة فأكلوا منها ثم إنهم سألوا جدي حنينا أن يغنيهم صوته الذي أوله .
( هَلاَّ بكيتَ على الشباب الذاهبِ ... ) فغناهم إياه بعد أن قال لهم ابدأوا أنتم فقالوا ما كنا لنتقدمك ولا نغني قبلك حتى نسمع هذا الصوت فغناهم إياه وكان من أحسن الناس صوتا فازدحم الناس على السطح وكثروا ليسمعوه فسقط الرواق على من تحته فسلموا جميعا وأخرجوا أصحاء ومات حنين تحت الهدم فقالت سكينة عليها السلام لقد كدر علينا حنين سرورنا انتظرناه مدة طويلة كأنا والله كنا نسوقه إلى منيته .
نسبة ما في الخبر الأول من الغناء .
صوت .
( فَتَرَكْتُهُ جَزَرَ السِّباعِ يَنُشْنَهُ ... ما بينَ قُلّةِ رأسِه والمِعْصَمِ ) .
( إن تُغْدِفي دُونِي القِنَاعَ فإنّني ... طَبٌّ بأخذ الفارِس المُسْتَلْئِم )