وهي القصيدة التي مدح بها أبا دلف يعني بالدم دم البضع قال ثم قصدت حميداً بقصيدتي التي مدحته بها فلما استؤذن لي عليه أبى أن يأذن لي وقل قولوا له أي شيء أبقيت لي بعد قولك في أبي دلف .
( إنما الدنيا أبو دَُلف ... بين مَبْداه ومحتضره ) .
( فإذا ولّى أبو دُلَف ... ولت الدنيا على أثره ) .
فقلت للحاجب قل له الذي قلت فيك أحسن من هذا فإن وصَّلتَني سمعته فأمر بإيصالي فأنشدت قولي فيه .
( إنما الدنيا حُميد ... وأياديه الجسامُ ) .
( فإذا ولّى حُمَيد ... فعلى الدنيا السلام ) .
فأمر لي بمائتي دينار فنثرتها في حجر عشيقتي ثم جئته بقصيدتي التي أقول فيها .
( دجلة تسقي وأبو غانم ... يُطعم مَن تسقي من الناسِ ) .
فأمر لي بمائتي دينار .
حدثني عمي قال حدثني أحمد بن الطيب قال حدثني ابن أخي علي بن جبلة أيضاً .
أن عمه علياً كان يهوى جارية وهي هذه القينة وكانت له مساعدة ثم غضبت عليه وأعرضت عنه فقال فيها .
( تُسيء ولا تستنكر السوء إنها ... تُدلّ لما تبلوه عندي وتَعرف ) .
( فمِن أين ما استعطفتها لم ترقَّ لي ... ومن أين ما جربتُ صبريَ يضعف )