جعفر بن يحي وكان يزيد بن مزيد عدوا للبرامكة مصافياً للفضل بن الربيع فلما انتهى إلى قوله .
( نَزَلَتْ نُجومُ الليلِ فَوَق رؤوسِهمْ ... ولِكلِّ قومٍ كوكبٌ وهّاجُ ) .
قال له جعفر بن يحي من قلة الشعر حتى تمدح أمير المؤمنين بشعر قيل في غيره هذا لبشار في فلان التميمي فقال الرشيد ما تقول يا سلم قال صدق يا سيدي وهل أنا إلا جزء من محاسن بشار وهل أنطق إلا بفضل منطقه وحياتك يا سيدي إني لأروي له تسعة آلاف بيت ما يعرف أحد غيري منها شيئاً فضحك الرشيد وقال ما أحسن الصدق امض في شعرك وأمر له بمائة ألف درهم ثم قال للفضل بن الربيع هل قال أحد غير سلم في طينا المنازل شيئاً وكان الرشيد قد انصرف من الحج وطوى المنازل فوصف ذلك فقال الفضل نعم يا أمير المؤمنين النمري فأمر سلماً أن يثبت قائماً حتى يفرغ النمري من إنشاده فأنشده النمري قوله .
( تَخَرّق سِرْبالُ الشبابِ مع البُرْد ... وحالَتْ لنا أُمُّ الوليد عن العهد ) .
فقال الرشيد للعباس بن محمد أيهما أشعر عندك يا عم قال كلاهما شاعر ولو كان كلام يستفحل لجودته حتى يؤخذ منه نسل لاستفحلت كلام النمري فأمر له بمائة ألف درهم أخرى .
أخبرني عمي قال أنشدني أحمد بن أبي طاهر لأشجع السلمي يرثي سلماً ومات سلم قبله .
( يا سَلمُ إن أصبَحْت في حُفرةٍ ... موسَّداً تُرْباً وأحجارا )