دخل سلم الخاسر على الفضل بن يحي في يوم نيروز والهدايا بين يديه فأنشده .
( أَمِنْ رَبْعٍ تسائلهُ ... وقَدْ أقْوَتْ منازلُهُ ) .
( بقَلْبِي مِنْ هَوَى الأصلالِ ... حُبٌّ ما يُزْايِلُهُ ) .
( رُوَيدَكُمُ عن المَشْغوفِ ... إنَّ الحُبَّ قاتلُهُ ) .
( بَلابِلُ صَدره تَسْرى ... وقد نامت عواذِلُهُ ) .
( أحقُّ الناسِ بالتفضيلِ ... مَن تُرْجَى فَوَاضِلُهُ ) .
( رأيتُ مكارمَ الأخْلاقِ ... ما ضَنَّت حَمائلُهُ ) .
( فلست أرَى فتَىً في الناس ... إلا الفَضْلُ فاضِلُهُ ) .
( يقولِ لِسانُه خَيْراً ... فَتَفْعلُه أناملُهُ ) .
( ومهما يُرْجَ مِنْ خيرٍ ... فإن الفضل فاعلُهُ ) .
وكان إبراهيم الموصلي وابنه إسحاق حاضرين فقال لإبراهيم كيف ترى وتسمع قال أحسن مرئي ومسموع وفضل الأمير أكثر منه فقال خُذوا جميع ما أهدي إلي اليوم فاقتسموه بينكم أثلاثاً إلا ذلك التمثال فإني أريد أن أهديه اليوم إلى دنانير ثم قال لا والله ما هكذا تفعل الأحرار يقوم وندفع إليهم ثمنه ثم نهديه فقوم بألفي دينار فحملها إلى القوم من بيت ماله واقتسموا جميع الهدايا بينهم