كان المهدي يعطي مروان وسلماً الخاسر عطية واحدة فكان سلم يأتي باب المهدي على البرذون الفأره قيمته عشرة آلاف درهم بسرج ولجام مفضضين ولباسه الخز والوشي وما أشبه ذلك من الثياب الغالية الأثمان ورائحة المسك والطيب والغالية تفوح منه ويجيء مروان بن أبي حفصة عليه فرو كبل وقميص كرابيس وعمامة كرابيس وخفاً كبل وكساء غليظ وهو منتن الرائحة وكان لا يأكل اللحم حتى يقرم إليه بخلاً فإذا قرم أرسل غلامه فاشترى له رأساً فأكله فقال له قائل أراك لا تأكل إلا الرأس قال نعم أعرف سعره فآمن خيانة الغلام ولا أشتري لحماً فيطبخه فيأكله منه والرأس آكل من ه ألواناً آكل منه عينيه لوناً ومن غلصمته لوناً ومن دماغه لوناً .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثنا يحيى بن الحسن الربيعي قال أخبرني أبي قال .
كان سلم الخاسر قد بلي بالكيمياء فكان يذهب بكل شيء له باطلاً فلما أراد الله D أن يصنع له عرف أن بباب الشام صاحب كيمياء عجيباً وأنه لا يصل إليه أحد إلا ليلاً فسأل عنه فدلوه عليه .
قال فدخلت إليه إلى موضع معور فدققت الباب فخرج إلي فقال