ابن حاتم قال قال لي عبد الله بن العباس الربيعي .
دخلت على المعتصم أودعه وأنا أريد الحج فقبلت يده وودعته فقال يا عبد الله إن فيك لخصالاً تعجبني كثر الله في موالي مثلك فقبلت رجله والأرض بين يديه وأحسن محمد بن عبد الملك الزيات محضري وقال له إن له يا أمير المؤمنين أدباً حسناً وشعراً جيداً فلما خرجت قلت له أيها الوزير ما شعري أنا في الشعر تستحسنه وتشيد بذكره بين يدي الخليفة فقال دعنا منك تنتفي من الشعر وأنت الذي تقول .
( يا شادِياً مرَّ إذا رامَ ... في السَّعانِين قَتْلي ) .
( يَقولُ لي كيف أصبحْتَ ... كيْف يُصبِح مِثْلي ) .
أحسنت والله في هذا ولو لم تقل غير هذا لكنت شاعراً .
أخبرني عمي قال حدثنا أحمد بن المرزبان قال قال أبي قال عبد الله ابن العباس الربيعي .
لقيني سوار بن عبد الله القاضي وهو سوار الأصغر فأصغى إلي وقال إن لي إليك حاجة فأتني في خفي فجئته فقال لي إليك حاجة قد أنست بك فيها لأنك لي كالولدفإن شرطت لي كتمانها أفضيت بها إليك فقلت ذلك للقاضي علي شرط واجب فقال إني قلت أبياتاً في جارية لي أميل إليها وقد قلتني وهجرتني وأحببت أن تصنع فيها ولحنا وتسمعينه وإن أظهرته وغنيته بعد ألا يعلم أحد أنه شعري فلست أبالي أتفعل ذلك قلت نعم حباً وكرامة فأنشدني