وكان فيهم عبد الله بن العباس الربيعي وكان قد عرف الخبر فقال هذا الشعر وغنى فيه .
( لستَ مِنِّي ولستُ منك فدَعْنِي ... وامْضِ عنّي مُصاحَباً بسَلامِ ) .
( لم تَجِد عِلَّةً تَجَنَّى بها الذَّنْبَ ... فصارتْ تعتلُّ بالأحْلامِ ) .
( فإذا ما شَكَوْتُ ما بِيَ قالت ... قد رأينَا خِلافَ ذَا في المَنامِ ) .
قال فطرب المتوكل وأمر له بعشرين ألف درهم وقال له إن في حياتك يا عبد الله لأنساً وجمالاً وبقاء للمروءة والظرف .
أخبرني عمي قال حدثني أحمد بن المرزبان قال حدثني أبي قال حدثني عبد الله بن العباس الربيعي قال .
كنت في بعض العساكر فأصابتنا السماء حتى تأذينا فضربت لي قبة تركية وطرح لي فيها سريران فخطر بقلبي قول السليك .
صوت .
( قَرِّب النَّحّام واعجلْ يا غُلامْ ... واطْرَحِ السَّرْجَ عليه واللِّجامْ ) .
( أبلغ الفِتْيانَ أنّي خائِضٌ ... غمْرَةَ الضّرْب فَمْن شاء أَقامْ ) .
فغنيت فيه لحني المعروف وغدونا فدخلت مدينة فإذا أنا برجل يغني به ووالله ما سبقني إليه أحد ولا سمعه مني أحد فما أدري من الرجل ولا من أين كان له وما أرى إلا أن الجنَّ أوقعته في لسانه