( قد زَيّن المُلكَ جَعفرٌ وحكى ... جُودَ أبيه وبأسَ هارونِ ) .
( وأَمَّن الخائِفَ البرِيءَ كما ... أَخافَ أهلَ الإلحاد في الدِّينِ ) .
دعاني المتوكل فلما جلست في مجلس المنادمة غنيت هذا الصوت فقال لي يا عبد الله أين غناؤك في هذا الشعر في أيامي هذه من غنائك في .
( أماطَت كِساءَ الخَزٍّ عَنْ حُرٍّ وَجْهِها ... وأدْنَتْ على الخَدَّيْن بْرْداً مُهَلْهلا ) .
ومن غنائك في .
( أقفَر من بعد خُلَّةٍ سَرِفُ ... فالمُنْحَنَى فالعَقِيقُ فالجُرُف ) .
ومن سائر صنعتك المتقدمة التي استفرغت محاسنك فيها فقلت له يا أمير المؤمنين إني كنت أتغني في هذه الأصوات ولي شباب وطرب وعشق ولو رد علي لغنيت مثل ذلك الغناء فأمر لي بجائزة واستحسن قولي .
حدثني عمي قال حدثنا أحمد بن المرزبان قال حدثني أبي قال .
ذكر المنتصر يوماً عبد الله بن العباس وهو في قراح النرجس مصطبح فأَحضره وقال له يا عبد الله اصنع لحناً في شعري الفلاني وغنني به وكان عبد الله حلف لا يغني في شِعره فأطرق ملياً ثم غنى في شعر قاله للوقت وهو .
( يا طِيبَ يَومْي في قراح النَّرجِس ... في مَجلِس ما مِثْلُهُ مِنْ مَجْلِسِ ) .
( تُسقَى مُشعْشَعةً كأنَّ شُعاعَها ... نارٌ تُشَبُّ لِبائِسٍ مُسْتقْبِسِ ) .
قال فجهد أبي بالمنتصر يوماً واحتال عليه بكل حيلة أن يصله بشيء فلم يفعل حدثني عمي قال حدثني أحمد بن المرزبان قال حدثني أبي فقال غضبت قبيحة على المتوكل وهاجرته فجلس ودخل الجلساء والمغنون