حكم الفزاري وجيء بالطعام فقال عبد الملك لابن مسعدة ادن فقال ابن مسعدة لا والله لقد أوقع حميد بسليم وعامر وقعة لا ينفعني بعدها طعام حتى يكون لها غير فقال له حسان أجزعت أن كان بيني وبينكم في الحاضرة على الطاعة والمعصية فأصبنا منكم يوم المرج وأغار أهل قرقيسا بالحاضرة على البادية بغير ذنب فلما رأى حميد ذلك طلب بثأر قومه فأصاب بعض ما أصابهم فجزعت من ذلك وبلغ حميداً قول ابن مسعدة فقال والله لأشغلنه بمن هو أقرب إليه من سليم وعامر .
فخرج حميد في نحو من مائتي فارس ومعه رجلان من كلب دليلان حتى انتهى إلى بني فزارة أهل العمود لخمس عشرة مضت من شهر رمضان فقال بعثني عبد الملك بن مروان مصدقاً فابعثوا إلى كل من يطيق أن يلقانا ففعلوا فقتلهم أو من استطاع منهم وأخذ أموالهم فبلغ قتلاهم نحوا من مائة ونيف فقال عويف القوافي .
( مَنَا الله أن ألقى حُمَيْد بنَ بَحْدل ... بمنزلة فيها إلى النّصف مُعْلَماً ) .
( لكيما نُعاطيه وَنَبلوَ بيننا ... سُريْجِيّةً يُعجِمن في الهام مُعجماً ) .
( ألا ليت أنِّي صادفَتْنِي مَنِيَّتي ... ولم أرَ قَتْلَى العامِ يا أُمَّ أسْلَما ) .
( ولم أرَ قَتلَى لم تَدَع لي بعدَها ... يَدَيْن فما أرجو من العيش أَجذَما ) .
( وأُقْسِم ما لَيثٌ بخَفّان خادِرٌ ... بأشجع من جعْدٍ جَناناً ومُقَدَما ) .
يعني الجعد بن عمران بن عيينة وقتل يومئذٍ