ألم تقم علينا الساعة يوم قامت عليه لا والله لا أسمع منك شيئاً ولا أنفعك بنافعة أبداً أخرجوه عني .
فلما أخرج قال له القرشيون والشاميون وما الذي أعطاك طلحة حين استخرج هذا منك قال أما والله لقد أعطاني غيره أكثر من عطيته ولكن لا والله ما أعطاني أحد قط أحلى في قلبي ولا أبقى شكراً ولا أجدر ألاَّ أنساها ما عرفت الصلات من عطيتَّهِ قالوا وما أعطاك قال قدمت المدينة ومعي بضيعة لي لا تبلغ عشرة دنانير أريد أن أبتاع قعوداً من قعدان الصدقة فإذا برجل في صحن السوق على طنفسة قد طرحت له وإذا الناس حوله وإذا بين يديه إبل معلوفة له فظننت أنه عامل السوق فسلمت عليه فأثبتني وجهلته فقلت أي رحمك الله هل أنت معيني ببصرك على قعود من هذه القعدان تبتاعه لي فقال نعم أو معك ثمنه فقلت نعم فأهوى بيده إلي فأعطيته بضيعتي فرفع طنفسته وألقاها تحتها ومكث طويلاً ثم قمت إليه فقلت أي رحمك الله انظر في حاجتي فقال ما منعني منك إلا النسيان أمعك حبل قلت نعم قال هكذا أفرجوا فأفرجوا عنه حتى استقبل الإبل التي بين يديه فقال اقرن هذه وهذه وهذه فما برحت حتى أمر لي بثلاثين بكرة أدنى بكرة منها ولا دنية فيها خير من بضاعتي ثم رفع طنفسته فقال وشأنك ببضاعتك فاستعن بها على من ترجع إليه فقلت أي رحمك الله أتدري ما تقول فما بقي عنده إلا من نهرني وشتمني ثم بعث معي نفراً فأطردوها حتى أطلعوها من رأس الثنية فوالله لا أنساه ما دمت حياً أبداً .
وهذا الصوت المذكور تمثل به إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي يوم مقتله