وقد كان بعض الشعراء عيره بأنه لا يجيد الشعر فقال أبياتاً منها .
( سأكذِب مَنْ قد كان يَزعُم أنَّني ... إذا قُلْتُ شعْراً لا أُجِيدُ القَوَافِيا ) .
فسمي عويف القوافي .
عويف وعبد الملك بن مروان .
أخبرنا محمد بن خلف وكيع قال حدثني أحمد بن إسحاق عن أبيه قال حدثني عزيز بن طلحة بن عبد الله بن عثمان بن الأرقم المخزومي قال حدثني غير واحد من مشيخة قريش قالوا .
لم يكن رجل من ولاة أولاد عبد الملك بن مروان كان أنفس على قومه ولا أحسد لهم من الوليد بن عبد الملك فأذن يوماً للناس فدخلوا عليه وأذن للشعراء فكان أول من بدر بين يديه عويف القوافي الفزاري فاستأذنه في الإنشاد فقال ما بقيت لي بعد ما قلت لأخي بني زهرة قال وما قلت له مع ما قلت لأمير المؤمنين قال ألست الذي تقول .
( يا طَلْحَ أنت أخو النَّدَى وحَلِيفُه ... إنَّ النَّدَى من بعد طَلْحَة ماتَا ) .
( إنَّ الفَعال إليك أطلَق رَحْلَه ... فبِحَيْث بِتَّ من المَنازِل بَاتَا ) .
أو لست الذي تقول .
( إذا ما جاءَ يومُك يا بنَ عَوْف ... فلا مَطَرتْ على الأرض السَّماءُ ) .
( ولا سار البَشيرُ بغُنْم جَيْشٍ ... ولا حَمَلَت على الطُّهْرِ النِّساءُ ) .
( تَساقَى الناسُ بعدكَ يا بْنَ عَوْفٍ ... ذَريعَ الموْتِ ليس له شِفاءُ )