( لو كنتُ أعلمُ أن آخر عَهْدكم ... يوم الرّحيل فعلْتُ ما لم أفْعلِ ) .
قال فطرب جرير حتى بكى وجعل يزحف إليه حتى لصقت ركبته بركبته وقال أشهد أنك تحسنه وتجوده فأعطاه من شعره ما أراد ووصله بدنانير وكسوة .
حدثني أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا محمد بن القاسم قال حدثني أبي قال الهيثم بن عدي .
لقيت أشعب فقلت له كيف ترى أهل زمانك هذا قال يسألونك عن أحاديث الملوك ويعطون إعطاء العبيد .
حدثني أحمد قال حدثني محمد بن القاسم حدثنا أحمد بن يحي قال أخبرنا مصعب قال .
حجت أم عمر بنت مروان فاستحجبت أشعب وقالت له أنت أعرف الناس بأهل المدينة فأذن لهم على مراتبهم وجلست لهم مليا ثم قامت فدخلت القائلة فجاء طويس فقال لأشعب استأذن لي على أم عمر فقال ما زالت جالسة وقد دخلت فقال له يا أشعب ملكت يومين فلم تفت بعرتين ولم تقطع شعرتين فدق أشعب الباب ودخل إليها فقال لها أنشدك الله يا بنة مروان هذا طويس بالباب فلا تتعرضي للسانه ولا تعرضيني فأذنت له فلما دخل إليها قال لها والله لئن كان بابك غلقاً لقد كان باب أبيك فلقاً ثم أخرج دفه ونقر به وغنى .
( ما تمنعني يَقظى فقد تُؤْتَيْنَه ... في النَّوم غير مُصَرَّد محسوبِ ) .
( كان المُنَى بلقائها فَلِقيتُها ... فلهوتُ من لهو امرئٍ مكذوبِ )