أبي علي في تمرة أعطيكها لما أنفذت قسمك لأني سمعت أبي يقول إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لا تشد الرحال إلى مسجد لرجاء الثواب إلا إلى المسجد الحرام ومسجدي بيثرب ولا يبر امرؤ قسم مستحلفه إلا أن يستحلفه بحق الله وحق رسوله ثم قال للسودان في تلك الحال أوقروا له بعيره تمراً قال ولما أخذ السودان في حشو الغرائر قلت إن السودان أهل طرب وإن أطربتهم أجادوا حشو غرائري فقلت يا بن الفاروق أتأذن لي في الغناء فأغنيك فقال لي أنت وذلك فاندفعت في النصب فقال لي هذا الغناء الذي لم نزل نعرفه ثم غنيته صوتاً آخر لطويس المغني وهو .
( خليلَيَّ ما أُخفِي من الحب ناطِقٌ ... ودمْعي بما قلتُ الغَداةَ شهيدُ ) .
فقال لي عبد الله يا هناه لقد حدث في هذا المعنى ما لم نكن نعرفه قال ثم غنيته لابن سريج .
( يا عينُ جودي بالدموع السِّفاحْ ... وابْكي على قَتْلَى قُريشِ البِطاحْ ) .
فقال يا أشْعبَ ويحك هذا يَحْيِقُ الفؤاد أراد يحرق الفؤاد لأنه كان ألثغ لا يبين بالراء ولا باللام قال أشعب وكان بعد ذلك لا يراني إلا استعادني هذا الصوت