وروى عن أحمد بن الحسن البزار وجدت بخط ابن الوشاء عن أبي الوشاء عن الكديمي عن أبي عاصم قال قيل لأشعب الطامع أرأيت أحداً قط أطمع منك قال نعم كلباً يتبعني أربعة أميال على مضغ العلك .
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء وعمي عبد العزيز بن أحمد وحبيب بن نصر المهلبي قالوا حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني مصعب عن عثمان بن المنذر عن عبيد الله بن أبي بشر بن عثمان بن المغيرة قال .
سمعت جلبة شديدة مقبلة من البلاط وأسرعت فإذا جماعة مقبلة وإذا امرأة قد فرعتهم طولاً وإذا أشعب بين أيديهم بكفه دف وهو يغني به ويرقص ويحرف استه ويحركها ويقول .
( ألا حيِّ التي خرجت ... قُبيلَ الصّبح فاختمرتْ ) .
( يقال بعينها رَمَدٌ ... ولا واللهِ ما رمِدتْ ) .
فإذا تجاوز في الرقص الجماعة رجع إليهم يخالطهم ويستقبل المرأة فيغني في وجهها وهي تبسم وتقول حسبك الآن فسألت عنها فقالوا هذه جارية صريم المغنية استلحقها صريم عند موته واعترف بأنهها بنته فحاكمت ورثته إلى السلطان فقامت لها البينة فألحقها به وأعطاها الميراث منه وكانت أحسن خلق الله غناء كان يضرب بها المثل في الحجاز فيقال أحسن من غناء الصريمية .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا الدمشقي قال حدثنا الزبير بن بكار قال وحدثني أبي قال .
اجتازت جنازة الصريمية بأشعب وهو جالس في وقوم من قريش فبكى عليها