( ملكٌ يُطعِم الطّعامَ ويَسْقي ... لَبَنَ البُخْتِ في عِساسِ الخَلَنْجِ ) .
قال الزبير حدثني عمي مصعب أن عبيد الله بن قيس كان عند عبد الملك فأقبل غلمان له معهم عساس خلنج فيها لبن البخت فقال عبد الملك يا بن قيس أين هذا من عساس مصعب التي تقول فيها .
( ملكٌ يطعم الطعام ويسقي ... لبنَ البُخت في عِساس الخَلنج ) .
فقال لا أين يا أمير المؤمنين لو طرحت عساسك هذه في عس من عساس مصعب لوسعها وتغلغلت في جوفه فضحك عبد الملك ثم قال قاتلك الله يا بن قيس فإنك تأبى إلا كرماً ووفاء .
يونس الكاتب والوليد بن يزيد .
حدثني عمي قال حدثني أحمد بن الطيب قال قال لي أحمد بن إبراهيم ابن إسماعيل بن داود .
خرج يونس الكاتب من المدينة يريد الشام بتجارة فبلغ الوليد بن يزيد مكانه فأتته رسله وهو في الخان وذلك في خلافة هشام والوليد يومئذٍ أمير فقالوا له أجب الأمير قال فذهبت معهم فأدخلوني عليه ولا أدري من هو إلا أنه حسن الوجه نبيل فسلمت عليه فأمرني بالجلوس فجلست ودعا بالشراب والجواري فكنا يومنا وليلتنا في أمر عجيب وغنيته فأعجبه لغنائي وكان مما أعجبه .
( لَيْتَ شِعْرِي أَأَوَّل الهَرْج هذا ... أم زَمانٌ من فِتْنةٍ غير هَرْج ) .
فلم يزل يستعيده إلى الصبح ثم اصطبح عليه ثلاثة أيام فقلت أيها الأمير أنا رجل تاجر قدمت هذا البلد في تجارة لي وقد ضاعت فقال تخرج غداً غُدوة وقد ربحت أكثر من تجارتك وتمم شربه فلما أردت الانصراف لحقني غلام من غلمانه بثلاثة آلاف دينار فأخذتها ومضيت فلما أفضت الخلافة إليه أتيته فلم أزل مقيماً عنده حتى قتل