عنها وما زال يتبعهم حتى بلغ بهم قرية يقال لها حدان فقاتلوه عندها قتالاً شديداً وثبت الفريقان إلى الليل حتى حجز بينهم وأصابت مالكاً ضربة على رأسه أثبتته وعلم أنه ميت فأمر برده إلى حلوان فما بلغها حتى مات فدفن على باب حلوان وبنيت لقبره قبة على قارعة الطريق وكان معه بكر بن النطاح يومئذ فأبلى بلاء حسناً وقال بكر يرثيه .
( يا عينُ جُودِي بالدّموع السّجامْ ... على الأمير اليمنيّ الُهُمامْ ) .
( على فَتَى الدّنيا وصِنديدِها ... وفارس الدّين وسَيفِ الإمامْ ) .
( لا تَدْخَرِي الدمعَ على هالك ... أيْتَم إذ أودى جَمِيعُ الأنامْ ) .
( طاب ثَرَى حُلوان إذ ضُمِّنت ... عِظامَه سَقْياً لها من عِظامْ ) .
( أغلقَتِ الخَيراتُ أبوابَها ... وامتَنَعت بعدَك يا بنَ الكِرامْ ) .
( أغلقَتِ الخَيراتُ أبوبَها ... وامتَنَعت بعدَك يا بنَ الكِرامْ ) .
( وأصبحَتْ خَيلك بعد الوَجَا ... والغَزو تَشكُو منك طُولَ الجَمامْ ) .
( ارحَلْ بنا نَقرُبْ إلى مالكٍ ... كيما نُحيِّي قَبرَه بالسّلامْ ) .
( كان لأهل الأرض في كَفِّه ... غِنىً عن البحر وصَوْبِ الغَمامْ ) .
( وكان في الصُّبح كشمس الضُّحى ... وكان في الليل كبَدْرِ الظّلامْ ) .
( وسائِلٍ يعجَب من موتِه ... وقد رآه وهو صَعْبُ المَرامْ ) .
( قُلتُ له عَهدِي به مُعلِماً ... يضربهم عند ارتفاع القَتامْ )