وقال لهم الويل لكم إن فاتكم بكر بن النطاح ولا بد أن تنكفئوا على أثره ولو صار إلى الجبل فلحقوه فردوه إليه فلما دخل داره ونظر إليه قام فتلقاه وقال يا أخي عجلت علينا وما كنا نقتصر بك على ما سلف وإنما بعثنا إليك بنفعه وعولنا بك على ما يتلوها واعتذر كل واحد منهما إلى صاحبه ثم أعطاه حتى أرضاه فقال بكر بن النطاح يمدحه .
( أقولُ لمُرتادٍ ندى غيرِ مالِكٍ ... كفى بَذْلَ هذا الخلقِ بعضُ عِداتِه ) .
( فَتىً جاد بالأموال في كُلّ جانبٍ ... وأنْهَبَها في عَوْده وبَداتِه ) .
( فلو خَذَلتْ أموالُه بذْلَ كَفِّه ... لقاسَم مَنْ يَرجُوه شَطْرَ حَيَاتِه ) .
( ولو لم يجد في العُمْر قِسمة مالِه ... وجاز له الإعطاء من حَسناتِه ) .
( لجادَ بها من غَيْر كُفْر برَبّه ... وشاركَهم في صَوْمه وصَلاتِه ) .
فوصله صلة ثانية لهذه الأبيات وانصرف عنه راضياً .
هكذا ذكر أبو هفان في خبره وأحسبه غلطاً لأن أكثر مدائح بكر بن النطاح في مالك بن علي الخزاعي وكان يتولى طريق خراسان وصار إليه بكر بن النطاح بعد وفاة أبي دلف ومدحه فأحسن تقبله وجعله في جنده وأسنى له الرزق فكان معه إلى أن قتله الشراة بحلوان فرشاه بكر بعدة قصائد هي من غرر شعره وعيونه .
ابن النطاح يرثي مالك الخزاعي .
فحدثني عمي قال حدثني أحمد بن أبي طاهر عن أبي وائلة السدوسي قال .
عاثت الشراة بالجبل عيثاً شديداً وقتلوا الرجال والنساء والصبيان فخرج إليهم مالك بن علي الخزاعي وقد وردوا حلوان فقاتلهم قتالاً شديداً فهزمهم